أسباب دخول النار

النار هي العقوبة التي أعدها الله سبحانه وتعالى لمن خالف أوامره وعصاه.

وقد ذكر الله في كتابه الكريم العديد من الأسباب التي تؤدي إلى دخول النار، كما بيَّنها النبي صلى الله عليه وسلم في سنته الشريفة.

في هذا المقال، سنتعرف على أهم أسباب دخول النار كما وردت في القرآن والسنة، حتى نحذر منها ونسعى لتجنبها.

الكفر والشرك بالله

1. الكفر بالله

الكفر هو إنكار وجود الله أو رفض الإيمان به وبرسله وكتبه. قال الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا” (النساء: 168-169).

2. الشرك بالله

الشرك هو أن يجعل الإنسان لله شريكًا في العبادة أو الألوهية. قال الله تعالى: “إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ” (المائدة: 72).

النفاق

1. النفاق الاعتقادي

النفاق الاعتقادي هو إظهار الإيمان وإبطان الكفر. قال الله تعالى: “إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ” (النساء: 145).

2. النفاق العملي

يتمثل في بعض الصفات مثل الكذب والخيانة وعدم الوفاء بالعهد، فقد قال النبي ﷺ: “آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان” (متفق عليه).

الكبائر والمعاصي العظيمة

1. قتل النفس بغير حق

قال الله تعالى: “وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا” (النساء: 93).

2. السحر

السحر من الكبائر التي تؤدي إلى الكفر والشرك، وقد قال النبي ﷺ: “اجتنبوا السبع الموبقات… وذكر منها السحر” (متفق عليه).

3. عقوق الوالدين

من أعظم الذنوب عقوق الوالدين، فقد قال النبي ﷺ: “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين” (متفق عليه).

4. أكل أموال اليتامى ظلمًا

قال الله تعالى: “إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا” (النساء: 10).

ترك الفرائض وإضاعة الواجبات

1. ترك الصلاة

قال النبي ﷺ: “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر” (رواه الترمذي والنسائي).

2. عدم إخراج الزكاة

قال النبي ﷺ: “من آتاه الله مالًا فلم يؤد زكاته، مثل له يوم القيامة شجاعًا أقرع له زبيبتان، يطوقه يوم القيامة” (رواه البخاري).

3. الإفطار عمدًا في رمضان بدون عذر

ترك صيام رمضان من الكبائر التي تستوجب غضب الله وعقابه.

الفساد والظلم

1. أكل الربا

قال الله تعالى: “وَالَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ” (البقرة: 275).

2. شهادة الزور

قال النبي ﷺ: “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين، وكان متكئًا فجلس، وقال: ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور” (متفق عليه).

3. الظلم وأكل حقوق الناس

قال النبي ﷺ: “اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة” (رواه مسلم).

سوء الخلق والآفات اللسانية

1. الكذب

قال النبي ﷺ: “إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار” (متفق عليه).

2. الغيبة والنميمة

قال النبي ﷺ: “مررت ليلة أسري بي على قوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت:

من هؤلاء يا جبريل؟ قال:

هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم” (رواه أبو داود).

3. اللعن والسب

قال النبي ﷺ: “ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء” (رواه الترمذي).

دخول النار

هو عقوبة خطيرة حذر الله منها عباده في كتابه العزيز، وأوضح لنا الأسباب التي تؤدي إليها حتى نجتنبها.

ولحسن الحظ، باب التوبة مفتوح لكل من أراد العودة إلى الله، فعلى المسلم أن يسعى إلى تجنب المعاصي والكبائر، ويحرص على أداء الفرائض والعمل الصالح لينال رضا الله وجنته.

زر الذهاب إلى الأعلى