فوائد التحدث إلى النفس وقوة الحديث مع الذات، عندما تتحدث مع صديق يحتاج إلى الدعم، تميل إلى التعبير بالتعاطف والتفهم، مع تقديم الدعم العاطفي. لكن عندما يتعلق الأمر بإدارة مشاكلك الشخصية، قد لا تتعامل بنفس الوضوح والتوازن، لأن إدارة المشاعر السلبية الذاتية تصبح أكثر تحديًا عندما تكون القضية شخصية بالنسبة لك ولا يوجد بينك وبينها مسافة.هل فكرت يومًا في الحديث إلى نفسك؟ قد تجدها فكرة غريبة، ولكن الوقوف أمام المرآة في الصباح والتحدث مع الشخص الذي يعكس صورتك يمكن أن يكون له تأثير كبير. هل هناك مشكلة تؤرقك؟ أحيانًا، يمكن أن يكون الحديث عن الذات مع النفس أمرًا مفيدًا لفهم المشاعر والتحفيز الشخصي.
قوة الحديث مع النفس
- التحدث بشكل إيجابي مع الذات له تأثير مثبت ومدعم علمياً، حيث يظهر أن استخدام صيغة الشخص الثالث يمكن أن يسهم في التحكم الفعّال بالعواطف الصعبة.
- في دراسة حديثة، وجد الباحثون أن عندما يشير الأفراد إلى أنفسهم باستخدام أسمائهم الخاصة أو ضمائر الشخص الثالث، يمكن أن يساعد ذلك في خلق مسافة نفسية للتعامل مع الحديث السلبي عن الذات، مما يعزز سيطرتهم العاطفية.
- يمكن لهذا الأسلوب أن يسهم في تحسين ثقتك بنفسك ويمنحك التحكم في عواطفك، سواء كنت تتعامل مع ناقد داخلي أو تواجه مشكلات تتعلق بالعمل أو الإبداع.
- لا تتردد في تجربة هذه الطريقة، حيث قد تشعر في البداية ببعض الغرابة، ولكن من خلال جعلها جزءًا من روتينك اليومي أو عندما تشعر بالضغوط العاطفية، ستجد نفسك أقل تأثرًا بالعواطف الصعبة.
أضرار الحديث إلى النفس
- غالبًا ما يلجأ الناس إلى الحديث السلبي عن أنفسهم، ويمكن تحويل هذا النمط الضار إلى حوار إيجابي في عدة سياقات.
أولًا: عند التفاعل مع الآخرين:
- بدلاً من التفكير في أخطاءك بشكل غير عقلاني، حاول أن تقدّر أنك لست مثاليًا وأن ردود فعلك قد تكون طبيعية.
- عند مواجهة تصرف سلبي من الآخرين، افهم أن لديهم أسبابهم ولا تأخذ الأمور بشكل شخصي.
- حاول أن تكون أكثر تسامحًا مع نفسك وتعدل التفكير لتكون أكثر تفهمًا لأسباب قد تكون خارجة عن سيطرتك.
- وفي حالة تجاهلك من قبل الآخرين، حاول فهم ظروفهم ولا تستبعد فهم الظروف التي قد تكون خارجة عن سيطرتك.
- عند خيبة الأمل من شخص ما، حاول تحديد أن هذا الشعور مؤقت وحاول فهم الأسباب والتصالح معها بدلاً من الحديث السلبي عن نفسك.
ثانيًا: التحدث عن النفس فيما يتعلق بسلوكك الشخصي:
- عندما تقع خطأ أو تتعرض لكسر شيء، انظر إلى ذلك كفرصة للتعلم والنمو بدلاً من اعتباره إهانة لشخصيتك.
- في الأيام الحزينة، كن داعمًا لنفسك وحاول توجيه مشاعرك بشكل صحيح بدلاً من الانغماس في السلبية.
- عندما تواجه تحديات، لا تعتبر نفسك فاشلًا، بل اعتبر الفشل جزءًا من رحلة التعلم والتطوير، وحاول النظر إلى الجوانب الإيجابية.
- في حالة تقصيرك، لا تعامل نفسك بشكل غير عادل، بل قدم لنفسك فرصة للتعلم والنمو بدلاً من اللوم الذاتي.
هذه الخطوات تعزز التحول من الحديث الذاتي الضار إلى حوار بناء، مما يساعدك على تعزيز تقديرك وتفهمك لذاتك.
فوائد الحديث عن النفس
- يبدو أن استخدام صيغة الشخص الثالث للحديث عن الذات يعتبر تصرفًا غير تقليدي، ولكن يثبت البحث أنه يترك أثرًا إيجابيًا على ثقتك بنفسك وقدرتك على التعامل مع العواطف الصعبة والمواقف الحرجة.
- يشير الأستاذ السيكولوجي في جامعة ميتشغان، إيثان كروس، إلى أن استخدام صيغة الشخص الثالث يمنح دعمًا عاطفيًا ويعتبر جزءًا أساسيًا من استراتيجيات التنظيم العاطفي.
- تجارب أجراها كروس كشفت أن تأثير الحديث بصيغة الشخص الثالث يساهم في تعزيز الصحة العقلية ويظهر تأثيرًا إيجابيًا تلقائيًا.
- يشير كروس إلى أن الحديث بصيغة الشخص الثالث قد يكون أكثر سهولة بالنسبة للأشخاص، حيث يُخلق هذا النوع من التفاعل مسافة نفسية مفيدة تسمح لك بمعالجة العواطف بطريقة أكثر هدوءًا وتوازنًا.
باختصار، التحدث بصيغة الشخص الثالث يُعتبر استراتيجية فعّالة لتحسين تحكمك في مشاعرك واتخاذ قرارات موضوعية. في الختام، يُظهر البحث أن الطريقة التي تتحدث بها مع نفسك يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في تحسين نوعية حياتك. إذا كنت تجد نفسك ينقصها التقدير وتلقي اللوم باستمرار، يُمكنك تحويل هذا الحديث السلبي إلى حوار إيجابي.