في ديسمبر العام الماضي، تم استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتصميم وكتابة كتاب أطفال الشهرة بالكامل دون تدخل بشري، ولقي هذا الكتاب اهتماماً كبيراً. ويتزايد العدد بشكل مذهل من الكتب التي تم إنتاجها بواسطة الذكاء الاصطناعي ونشرها على المنصات الإلكترونية، إذ يبلغ عددها مئات، إن لم يكن آلاف الكتب التي يمكن العثور عليها بسهولة.
وحسب البيانات المتاحة، يمكن العثور على ما لا يقل عن 200 كتاب يشار إلى ChatGPT كمشارك في كتابتها، مما يوضح القدرة المتزايدة للذكاء الاصطناعي في إنتاج الأعمال الأدبية.
في نهاية شهر نوفمبر من العام 2022، كشفت شركة OpenAI عن “ChatGPT”، وهو الذكاء الاصطناعي المتطور الذي يتمتع بميزة القدرة على المحادثة والرد بطريقة شبه بشرية ومقنعة للغاية، والذي حقق نجاحاً هائلاً حيث جذب الملايين من المستخدمين خلال أيام قليلة فقط،
وذلك بفضل ميزاته الفريدة والمتطورة التي تجعله قادراً على التفاعل مع البشر بطريقة سلسة ومتقنة.
وفي شهر يناير الماضي، اعتبر ChatGPT منصة الإنترنت الأسرع نمواً في العالم، وذلك بفضل مزاياه الفريدة والمتطورة. ورغم أن شركة Google أعلنت عن “Bard” كبديل محتمل لـ ChatGPT، إلا أن ChatGPT لا يزال يحتل مكانة مهمة كواحد من أكثر التطبيقات المثيرة للاهتمام في مجال الذكاء الاصطناعي.
تم إصدار أول كتاب لروبوت المحادثة ChatGPT بعنوان “Alice and Sparkle” على بعد أيام قليلة فقط من إطلاقه، ورغم تلقيه انتقادات واسعة وردود فعل سلبية من المجتمع الفني وغيره، إلا أنه لم يمنع ذلك انتشار “صندوق باندورا” للكتب الأخرى التي تم إنتاجها باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وبحسب البيانات المتاحة حالياً، يحتوي متجر كتب Kindle الإلكترونية على أكثر من 200 كتاب يضم روبوت المحادثة ChatGPT كواحد من مؤلفيه، ومن المتوقع وجود آلاف الكتب الأخرى التي تم إصدارها مؤخراً باستخدام الذكاء الصطناعى .
يعتبر الذكاء الاصطناعي التوليدي، كما هو الحال في ChatGPT، أحد الموضوعات الأكثر إثارة للاهتمام في الفترة الحالية. فقد أظهرت هذه التقنية قدرتها على إنتاج نصوص مقنعة للغاية تبدو وكأنها من إبداع البشر.
ومع ذلك، فإن هذه الخوارزميات تعاني بشكل كبير من الجوانب المتعلقة بالحقائق والمعلومات، حيث تتجه إلى تقديم معلومات خاطئة بشكل مقنع للغاية، وهذا يشكل خطرًا حقيقيًا بالنسبة للكثيرين.
وبناء على ذلك، فإن العديد من المجلات الأدبية الرائدة قد قررت وقف استقبال المقالات أو طلبات النشر الخارجية بعد زيادة الطلب عليها، وأبدت بعضها قلقها بشأن التدفق المستمر للنصوص التي ينتجها الذكاء الاصطناعي، والتي يمكن أن تحتوي على محتوى يخالف القيم الأخلاقية والقوانين.
أعلنت شركة جوجل مؤخراً عن إطلاق منتج جديد يحمل اسم Bard، وهو يعتبر البديل المرتقب لخوارزمية ChatGPT المتخصصة في الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، فإن المواد التسويقية التي صدرت لهذا المنتج تسببت في إثارة الكثير من الشكوك بسبب ميل الخوارزمية إلى إنتاج معلومات مضللة وغير صحيحة. وتبين بعد ذلك أن هذا الخطأ الفادح في التسويق أدى إلى تراجع حاد في قيمة أسهم جوجل.
حيث فقدت الشركة نحو 120 مليار دولار من قيمتها السوقية، وهو أحد أكبر الخسائر التي تعرضت لها الشركة على الإطلاق.