محتويات المقال
هل ينسى الطفل التحرش؟ نصائح لعلاج الطفل من ذكريات التحرش, يعتبر التحرش الجنسي حدثًا مؤلمًا يترك آثارًا نفسية خطيرة في حياة الفرد، ولكن عندما يكون الضحية طفلاً، يثار تساؤل حول إمكانية نسيان هذه الحادثة وتأثيرها على نفسية الطفل عندما يكبر. كيف يمكن للأهل أن يدعموا الطفل الذي تعرض لتحرش في التغلب على ذكريات هذه التجربة الأليمة؟ سنتناول هذه التساؤلات في هذا المقال.
هل ينسى الطفل التحرش؟
يثير الأباء الذين يواجهون حالات اعتداء جنسي على أطفالهم تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التجربة ستترك آثارًا دائمة على حياة أطفالهم. لفهم هذا الأمر، يتعين النظر في عدة عوامل تؤثر في نسيان الطفل للتحرش أو ترسيخ الذكرى السلبية:
1. عوامل تأثير الذاكرة:
يعتمد نسيان الطفل لتجربة التحرش على صلة الشخص المتحرش ووعيه بتأثير فعله على الطفل.
2. عمر الطفل:
يلعب عمر الطفل دورًا حاسمًا؛ فكلما كان صغيرًا عند التحرش، زادت فرص نسيانه للتجربة.
3. تكرار التحرش:
يؤثر تكرار التحرش في ترسيخ الذكرى، ويتزايد فرص التصالح إذا تم منع التكرار.
4. العنف المصاحب:
يزيد وجود عنف جسدي في حالات التحرش من صعوبة نسيان الطفل لهذه التجربة.
5. تجارب مشابهة:
قد يتذكر الطفل التحرش عند مواجهة تجارب مشابهة في المستقبل.
6. تعامل الأهل:
يلعب دورًا حيويًا، حيث يمكن لتعاطف الأهل ودعمهم أن يساعد الطفل في نسيان التحرش، بينما التستر أو العقوبة الظالمة قد ترسخ الذكرى بشكل سلبي.
هل التحرش في الصغر يؤثر في الكبر؟
تعتبر تجارب التحرش الجنسي في الطفولة مصدرًا محتملاً لتأثير شخصية الفرد عبر مراحل نموه، وذلك في حال عدم التعامل الفعّال مع المشكلة من قبل الأهل والتشاور مع أخصائي نفسي. يمكن أن يؤدي التحرش الجنسي إلى:
1. الخوف وضعف الشخصية:
يمكن أن يسفر التحرش عن ضعف في شخصية الطفل وعدم رغبته في التفاعل مع المجتمع، مما يشعره بالظلم ويقلل من ثقته بالآخرين، خاصة إذا كان المعتدي قريبًا.
2. نظرة مشوهة للعلاقة الجنسية:
قد يؤدي التحرش إلى تشويه الرؤية الشخصية للعلاقات الجنسية، مما يسفر عن كراهية الجنس أو الانفصال عن الفكرة الزواجية، ويزيد من احتمالات الانحراف الجنسي والإدمان.
3. اضطرابات النوم والكوابيس:
يمكن أن يؤدي التحرش إلى مشاكل في النوم مثل الأرق أو الكوابيس، وقد تظل هذه المشاكل قائمة لفترة طويلة بسبب تكرار التحرش في فترة الطفولة.
4. العنف والعدوانية:
يمكن أن يظهر السلوك العدواني كنتيجة لتجربة التحرش، مشمولًا العنف الجسدي أو الجنسي تجاه الآخرين أو نحو النفس، ويمكن أن يتجه نحو التحرش بالأطفال كسبيل للانتقام.
5. مشاكل في العلاقة الزوجية:
يمكن أن يتسبب التحرش في الطفولة في مشاكل في الحياة الزوجية، حيث يمكن أن يظهر صعوبات في تجربة العلاقة الجنسية بسبب الذكريات السلبية المرتبطة بالتحرش في الطفولة.
نصائح للتعامل التعامل مع طفل تعرض للتحرش
يتوجب على الآباء الذين يواجهون حادثة تحرش مع طفلهم التصرف بحذر لتقليل الأثر النفسي السلبي، وذلك عبر:
1. تهدئة الطفل:
يجب تهدئة الطفل في حالة صدمة، وتأكيده على أمانه وحمايته من المتحرش مع توضيح أنه لن يعود للإيذاء.
2. الهدوء والقوة الظاهرة:
ينبغي للأهل البقاء هادئين أمام الطفل، تجنب فقدان السيطرة وتجنب الانهيار، حيث أن ردود الفعل الشديدة قد تزيد من تأثير حادثة التحرش.
3. تجنب تحميل الطفل اللوم:
يجب تفادي اللوم والاتهام، حيث يُعتبر الطفل ضحية حتى لو كانت إرادته متورطة، ويجب فهم أن التهميش والتكتم على الحادث يمكن أن يزيدان من الضغط النفسي على الطفل.
4. احتواء الطفل:
يحتاج الطفل إلى الشعور بالأمان والحب، ويجب توفير الدعم والتأكيد على أنه سيتم تخطي هذه التجربة.
5. توعية الطفل:
بمجرد تجاوز حالة الصدمة، يجب التحدث مع الطفل وتوعيته حول كيفية التعامل مع مواقف مشابهة في المستقبل.
6. حماية الطفل من التكرار:
ينبغي تأمين حماية للطفل لتجنب تكرار الحادث، دون أن يكون ذلك مفرطًا، مع التركيز على تعزيز قدرته على التصدي للتحرش.
7. مراقبة سلوك الطفل:
يتطلب التفاتٌ إلى سلوك الطفل بعد الحادث لمعرفة ما إذا كان قد تجاوزه بشكل نهائي أم يحتاج إلى دعم نفسي إضافي.
شاهد أيضا: نصائح لتعليم الأطفال الترتيب والنظام
كيف يتخلص الطفل من ذكريات التحرش؟
من الأمور الخطيرة جداً عدم نسيان الطفل لتجربة التحرش، حيث يمكن أن تتسبب في مشاكل مثل اضطرابات النوم والكوابيس، ورفض فكرة الزواج والانعزال، وضعف الشخصية، وعدم الشعور بالأمان. يأتي دور الأهل في مساعدة الطفل على التغلب على هذه الذكريات وعدم السماح لها بالتسلل إلى مراحله العمرية اللاحقة. لذلك، نقدم النصائح التالية:
1. عقاب المتحرش:
يجب عقاب المتحرش وتوضيح العقوبات للطفل، مما يعزز الشعور بالأمان ويساهم في التعافي ونسيان التجربة.
2. ملء فراغ الطفل:
يتعين ملء فراغ الطفل بأنشطة إيجابية مثل النزهات اليومية أو التواصل مع الأصدقاء، لتشغيل عقل الطفل وتوجيه انتباهه بعيدًا عن التجربة الصعبة.
3. تجنب ذكر التحرش أمام الطفل:
يجب تجنب ذكر تفاصيل حادثة التحرش أمام الطفل، حيث يمكن أن يعيق ذلك نسيان الطفل للتجربة وتعزيز تثبيتها في ذاكرته.
4. إبعاد الطفل عن مكان التحرش:
يُنصح بنقل الطفل إلى مكان آخر إذا كانت حادثة التحرش حدثت في موقع محدد، لمنع استعادة الذكريات وتجنب الارتباط بهذا المكان.
5. تجنب لقاء المتحرش:
ينصح بتجنب رؤية الطفل للشخص الذي قام بالتحرش به، خاصة إذا كان ذلك من الأقارب، لتجنب إحياء الذكريات السلبية.
6. وضع الطفل في نادي رياضة دفاع عن النفس:
يمكن لتعلم الطفل للفنون القتالية أن يساعد في استعادة ثقته بنفسه وتعزيز قدرته على الدفاع عن نفسه.
7. اللجوء إلى اختصاصي نفسي:
إذا استمرت الآثار النفسية السلبية لدى الطفل، يجب اللجوء إلى اختصاصي نفسي لتقديم الدعم والمساعدة في التغلب على تأثيرات حادثة التحرش.